أشعار أنمــار أشعاري اكتبها بين حين وآخر، قد تكون واقعية وقد لا تكون، إنها ألعابي، أحبابي، خيالاتي التي أهرب بها مني

يوميات 23  94  NAS

السادسة في المساء
العاشر من حزيران :
أتصل بك لتجيبين
بصوتٍ ملؤه الحب والحنان
كنت أريد أن أستمع لصوتك الحنين
أو فقط .. أستمع لحبي الساكن الوجدان
فخرجتِ لي .. كما كنت تخرجين من سنين
تأسرين قلبي ويدي .. وشفتي .. واللسان
خرجت .. تجيبين "ألو.." وتسكتين
لتقولي ماذا فعلت بصدرك الأحزان
كأنني أستمع لدقات قلبك
وهي تخرج من فيك بأيمان
كأنني أستمع لآهاتك
لحسراتك .. لدمك .. ينبض في الشريان
وتغلقين هاتفك كأنك ستنسين
أو ستتركين هاتفي وترحلين..
-------------------------
حزيران ..
السابع عشر .. الجمعة .. في المساء :
وتجيبين " ألو .." ثلاث مرات
وفي الأخير تقولين .. "لم لا تتكلمون ..؟"
فأجمع شجاعتي .. وأقول .. "ألو .."
وتجيبين من جديد .. "ألو .." بنغمٍ حنون
وأسألك .. " من المتكلم ..؟ "
عساك تذكرين صوتي المجنون
.. فتجيبيني بسؤال..
" من تطلبون ..؟"
ولكي لا أطيل الحديث
قلت لك " أريد التحدث إلى إيناس.."
عساك تذكرين اسمك الموزون..
عساك بعد أن نسيت الإحساس
تشعرين بما يجري في العيون
لكنك متجاهلةً كل إحساس
تسأليني .. " من ..؟ .. .. إيمان ..؟"
وأعيد الاسم في أذنيك
" إيناس .. إيناس .. إيناس ..
فتؤكدين .. " لا أحدُ هنا يدعى إيناس .."
يا الهي .. أهكذا تنسون ..؟
فأسألك .." أكيد ..؟"
وتقولين .. " نعم .. أكيد .."
ولكي لا أنهي الحديث .. أعيد
" أكيد ..؟"
وتقولين .. " الرقم خطأ .."
فأقول .. " انني متأكد انني طلبته صحيح .."
" ما الرقم الذي طلبتموه ..؟" .. تسألين
فأراوغ .. " رقمُ ما .."
" كلا .. لا يوجد أحدُ هنا يدعى إيناس .."
ماذا أنتِ …؟
هل أنت انسانة كالناس ..؟
هل أنت بشر ..؟
هل تسمعين ما يسمعون ..؟
ولكي أكون لطيفاً محترماً .. أنهي الحديث
" آسفُ .. اذاً .. في أمان الله .."
وتجيبين .." مع السلامة .." .. وتغلقين
وأعيد الاتصال حتى أؤكد لك
انني لن أتنازل عن اللحاق بك
لكنك .. تجيبين .. " ألو .." بصوتٍ غريب
وأسألك بسرعة
"هل إيناس هنا ..؟" .. :أنه نحيب
وتقولين .. "كلا .." وترحلين
وتتركين أختك الصغيرة تجيب
أهكذا تفعلين بالحزين ..؟
أهكذا الهوى عندكم ..؟.. أهكذا الحبيب ..؟

الخميس
4 آب
1994



صورة الكتاب
blog comments powered by Disqus